
حادث الدقهلية أثير ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لسيدة تنتحر من على الكوبري وتقتل 3 أطفال لها، تبلغ من العمر 30 عام، وتدعى حنان.
جدل واسع حول حادث قد أثارته رسالة قصيرة مؤثرة، تركتها سيدة الدقهلية لزوجها بعد ذبح أولادها الثلاث، ذلك أيضاً قبل توجهها لإنهاء حياتها. إذ تضمنت الرسالة عبارة إنسان لا تتلاءم مع الجريمة التي قامت بها.
صرحت السيدة في رسالتها المكتوبة، بعناية شديدة: أنا وديت ولادك الجنة يا محمد، إنت كمان هتروح معاهم الجنة علشان مقصرتش معانا في حاجة أنا اللي قصرت معاهم وخصوصاً أحمد فكان لازم أوديه الجنة لأن ذنبه في رقبتي، لا علمته الكلام ولا التعليم وإخوته معاه في الجنة أصبر وأحتسبهم عند الله ويا بختك بالجنة أما أنا فادعيلي علشان كنت بتعذب فى الدنيا. ومش قادرة أعيش سامحني، ربنا يكرمك، باللي تستاهلك، ويعوض عليك بولاد أحسن.
حالة غموض وتعجب من حادث الدقهلية
فور انتشار الرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك وتويتر بما يتعلق بحادث الدقهلية، قد تداولها الكثير من النشطاء على نطاق واسع. مبدين اندهاشهم باحثين عن تفسير كبير للواقعة التي حدثت بالفعل.
وقد علق المتابعين على ما حدث عبر الفيسبوك فمنهم من قال: حادث غريب وغامض مش طبيعي كل الأحداث والرسالة وبرضو الجملة في الرسالة بخط مختلفة وكذلك طريقة القتل والخط والدقة الإملائية ناتجة من أم قتلت أولادها. طريقة القتل نفسها وحشية جداً لا تتفق مع مضمون ومحتوى الرسالة ولا طبيعة الأم. حتى لو مريضة نفسياً مش هتكتب الرسالة بهذا الشكل. اكيد فيه لغز وغموض ربنا يرحمها ويغفر لها.
صرح حساب آخر على الفيسبوك: منك لله مهما كانت الظروف وحتى لو مريضة نفسياً ده ميبررش بإنك تقتلي ولادك بدم بارد. مصعبوش عليكي ابداً سبيهم وامشي حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ربنا يرحمهم.
كذلك أضاف حساب آخر باسم ولاء: أنهي أعصاب تستحمل تكتب كل ده وهي في الحالة دي استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله الله اعلم فين الحقيقة.
ومن جهة آخر قد أبدي البعض تعاطفهم مع الأم القاتلة بحادث الدقهلية قائلين: أنتى ضحية كل اللي حواليكي وضحية انك معرفتيش تخرجي نفسك من الاكتئاب وضحية لكل اللي اتهمك بالتقصير. وبرضو ضحية كل اللي اتنمر على تربيتك لأولادك وعن فهمك انك ام مقصره. كذلك ضحية زوج مهونش عليكي وايضاً ضحية أهل معرفوش يقدروا كم الضغوط اللي عليكي وسابوكي توصلي بنفسك إلى نفس الطريق ده.
رأي الطب النفسي في حادثة الدقهلية
قال الدكتور إبراهيم مجدي، وهو استشاري الطب النفسي بعد معرفته بخبر حادث الدقهلية: أن ذلك النوع من الجرائم دائماً يطلق عليها الانتحار الممتد “Extended Suicide”. وغالباً يقوم بها ذلك الشخص المصاب باكتئاب شديد جداً. حيث أنه يفقد الرغبة بشكل كبير في الحياة وهو يعتقد أن الحل في التخلص من جميع الآلام التي تحدث في حياته وكذلك آلام الأشخاص القريبين منه.
وقد أضاف الطبيب مجدي: إن هذه الحالات عادة ما تحدث بنسبة 1 في المليون. وكذلك تتفاقم بذلك الشكل حين يفشل ذلك المريض تماماً من علاج حالة الاكتئاب التى وصل لها. حيث يقرر التخلص من حياة المحيطين به، ثم يتخلص من حياته في النهاية.
وقد أوضح: أن ذلك الشخص الذي أصيب باكتئاب شديد حين يتبع ميله إلى الانتحار. يري أن هؤلاء الأشخاص المقربين له أيضاً، لا بد أن تنتهي حياتهم لأنه يري أنهم جزء منه بالفعل.
أما عن ثبات الخط واختيار الشخص المنتحر والقاتل عبارات الرسالة بشكل منظم وواضح. فقال الطبيب النفسي إنه حين يتخذ الشخص المصاب بالاكتئاب الحاد قرار حتمي انتحاري. يكون قد اتخذ ذلك القرار بعد تفكير معمق كبير، وليس لحظياً. لذلك يتعامل مع ذلك الأمر باعتباره سوف يحدث حتماً في المستقبل، لكن هي مسألة وقت فقط لا غير.
ماذا حدث في حادث الدقهلية؟
عثر عدد من أهالي قرية ميت تمامة كونها تابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية. بوجود حادث يوم الإثنين على جثامين لـ 3 أطفال مذبوحين داخل المنزل بالقرية؛ بينما حاولت الأم إنهاء حياتها بإلقاء نفسها. تحت عجلات جرار زراعي المؤدي إلى طريق القرية.
وقد تلقى مدير أمن الدقهلية إخطاراً من مأمور مركز شرطة منية النصر بوجود حادث مروع. ذلك بورود بلاغ عن حادث من قبل سيدة تبلغ من العمر الثلاثين بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي على كوبري المداري إذ أنه يؤدي إلى قرية ميت تمامة دائرة المركز. ذلك ما أدي إلى إصابة السيدة بإصابات بالغة. وقد تم بالفعل نقلها إلى مستشفى منية النصر؛ نظراً لسوء حالتها، حيث جرى تحويل السيدة لمستشفى الطوارئ بالمنصورة.
وقد تبين من التحريات الأولية التى قد أجريت، أن السيدة تدعى “حنان” تبلغ من العمر 30 سنة. وهي خريجة كلية تربية، قسم لغة عربية. كذلك السيدة متزوجة من “محمد” يبلغ من العمر 33 سنة. ويعمل مدرس بالسعودية، إضافة إلى أنهم مقيمان بمنطقة المكبس داخل قرية ميت تمامة. وقد أكد الأطباء أنها مصابة بجرح قطعي بالرقبة يبلغ 10 سم، ولا يمكن استجوابها في الوقت الحالي. وأثناء فحص بلاغ الانتحار، قد ورد بلاغ لمركز شرطة منية النصر، بالعثور على 3 جثث لأطفال مذبوحين داخل شقتهما.
بإنتقال ضابط المباحث إلى مكان وقوع الحادث بالدقهلية والبلاغ. قد تبين أن الأطفال هم “أحمد 10 سنوات، أنس 5 سنوات، سمية 3 أشهر”
بالفحص والمعاينة من ضابط المباحث حول حادث الدقهلية. تبين له أن الجثث الثلاث بها جروح ذبيحة في منطقة الرقبة من الأذن إلى الأذن الأخرى. والجثث الثلاث موجودة على الأرض بين سريرين بغرفة النوم. وكانت المفاجأة أن الأطفال هم أولاد السيدة حنان التى حاولت الانتحار من على الكوبري، ذلك بوجود غموض حول الواقعتين.